قصص

قصة فريدة وآدم

في بلدة صغيرة بين الجبال الهادئة، كان هناك مقهى قديم يُطل على بحيرة زرقاء هادئة، وهذا المقهى المسمى بـ”لمسة الفجر”، كان ميلاذًا لكل من يبحث عن الراحة والهروب من صخب الحياة، ولم يكن الزبائن يتوقعون أن ذلك المكان سيشهد قصة حب مشوقة تغيّر مجرى حياتهم.

دخلت فريدة المقهى في إحدى ليالي الشتاء الباردة، وهي ترتدي معطفًا رماديًا طويلًا ووشاحًا أحمر، وجلست على الطاولة القريبة من النافذة، متأملةً الأمواج الصغيرة التي تتراقص على سطح البحيرة، وكان المقهى شبه فارغ باستثناء شخص واحد يجلس في الزاوية مع كتاب في يده.

لم تُعره فريدة اهتمامًا في البداية، لكنها لاحظت نظراته الخاطفة نحوها بين الحين والآخر وبعد دقائق، وتقدم إليها النادل وسألها عما تريده، وطلبت كوبًا من القهوة السوداء وكعكة بالشوكولاتة، وعندما عاد النادل بالكوب حيث وجد على الطاولة وردة حمراء وورقة صغيرة مكتوب عليها:

“أحيانًا، تكون البدايات مصادفة، لكنها تحمل في طياتها قدرًا عظيمًا.”

نظرت فريدة حولها بحيرة، لكنها لم تجد أحدًا يمكن أن يكون قد ترك الورقة والوردة، وابتسمت قليلاً وأخذت الورقة، بينما استمرت في احتساء قهوتها.

اللقاء الأول

في الليلة التالية قررت فريدة العودة إلى المقهى، ربما لتكتشف سر الرسالة الغامضة وكانت الطاولة نفسها شاغرة، فجلست هناك مجددًا بعد دقائق، تقدم الرجل الذي كان يجلس في الزاوية بالأمس نحوها وكان طويل القامة، بشعر بني وعينين عسليتين، وقال بهدوء:

“آسف إذا أزعجتك بالأمس، لكنني شعرت أن الوردة ستُدخل بعض الدفء إلى يومك.”

ابتسمت فريدة وقالت: “لم يكن هناك إزعاج، لكنها أثارت فضولي.”

“أنا آدم،” قال لـ فريدة وهو يمد يده لمصافحتها.

“فريدة” ردت وهي تصافحه.

منذ تلك اللحظة، بدأت قصة حبهما تتشكل كالفجر الذي يكسر ظلام الليل جلسا معًا لساعات، يتبادلان الأحاديث عن أحلامهما، مخاوفهما، والأشياء الصغيرة التي تجعل الحياة مميزة.

اللغز

لكن الأمور لم تكن بهذا الوضوح دائمًا، حيث بدأت فريدة تلاحظ أشياء غريبة حول آدم، وكان يتلقى مكالمات غامضة ويختفي فجأة دون تفسير وفي إحدى الليالي، بينما كانا يتمشيان بجانب البحيرة، توقفت سيارة سوداء بالقرب منهما، ونزل منها رجلان. نظر آدم إلى ليلى وقال بسرعة:

“يجب أن نرحل الآن.”

قبل أن تتمكن من السؤال عن السبب، أمسك بيدها وركضا معًا باتجاه الغابة المحيطة وكان قلب ليلى ينبض بسرعة، ليس فقط بسبب الخوف، ولكن لأنها شعرت أن هناك سرًا كبيرًا يخفيه آدم.

المواجهة

بعد ساعات من الهروب، جلسا على صخرة في وسط الغابة ونظرت فريدة إلى آدم وقالت بغضب: “ما الذي يحدث؟ ومن هؤلاء الرجال؟”

تنهد آدم وقال: “أنا لم أكن صادقًا معك تمامًا قبل أن ألتقيك، كنت أعمل مع منظمة دولية، لكنني قررت الانسحاب ولكن يبدو أن قراري لم يكن مقبولاً بالنسبة لهم.”

شعرت فريدة بمزيج من الخوف والدهشة، وسألت “هل نحن في خطر الآن؟”.

قال آدم لـ فريدة بإصرار “سأفعل كل ما بوسعي لحمايتك”.

القرار

على الرغم من الخطر، قررت فريدة أن تبقى بجانب آدم وشعرت أن حبها له أقوى من أي تهديد، وعملا معًا على كشف المؤامرة التي كانت تحيط بحياته، واكتشفا أن المنظمة كانت تخطط لأعمال غير قانونية. بمساعدة صديق قديم لآدم، تمكنوا من جمع الأدلة وتسليمها للسلطات.

النهاية

بعد أشهر من الصراع والمطاردة، عاد آدم وفريدة إلى “لمسة الفجر”، وجلسا على الطاولة القريبة من النافذة، متأملين البحيرة التي أصبحت شاهدة على قصة حبهما وقال آدم بابتسامة: “كل شيء بدأ هنا، وسيستمر هنا.”

أمسكت فريدة بيده وقالت: “طالما نحن معًا، يمكننا مواجهة أي شيء.”

كانت تلك الليلة بداية جديدة لهما، حيث استقر الحب في قلوبهما كالفجر الذي يُنير الطريق بعد ليل طويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى